رسمياً وعاجل .. تأجيل الدراسة الحضورية بمناطق متفرقة بالمملكة والسبب هيئة الأرصاد الجوية إحذر لا تروح الدراسة

  • كتب بواسطة :

في الأزمنة التي نعيشها، باتت التقنيات الرقمية تلعب دوراً محورياً في كل زوايا حياتنا، ولعل التعليم هو أحد أبرز هذه الزوايا. لم يعد الحديث عن التعلم عن بُعد نوعاً من الفخامة أو الاختيار الثانوي، بل أصبح حاجة ملحة وضرورة تفرضها الظروف الاستثنائية التي قد تمر بها البلاد، كالتي تشهدها المملكة العربية السعودية اليوم.

مع إعلان إمارة منطقة مكة المكرمة عن قرار إدارة تعليم القنفذة بتحويل الدراسة لتكون عن بُعد عبر منصة مدرستي، تأخذ العملية التعليمية منعطفاً جديداً يعكس القدرة على التكيف مع الظروف المختلفة. هذا التحول ليس بالأمر الهين، إذ يتطلب تحضيراً لوجستياً وتقنياً يضمن استمرارية العملية التعليمية دون انقطاع، ويحافظ على مستوى التفاعل بين الطلاب والمعلمين.

استجابة سريعة لتحذيرات الأرصاد

“تعليم الليث” لم تكن بمعزل عن هذا التوجه، حيث جاء قرار تحويل الدراسة إلى التعلم عن بُعد استجابة لتحذيرات المركز الوطني للأرصاد. هذا يُظهر مدى الحساسية والاهتمام بسلامة الطلاب والمعلمين، ويبرز الدور الذي يمكن أن تلعبه التقنيات الرقمية في توفير بيئة تعليمية آمنة.

بنفس الروح، أعلنت إدارة التعليم بمكة المكرمة تعليق الدراسة في المدارس المسائية، مُعلنة بذلك أن سلامة الأفراد تأتي في المقام الأول. تعليق الدراسة ليس قراراً سهلاً، لكنه يُعد مؤشراً على مرونة النظام التعليمي وقدرته على التكيف مع الحالات الطارئة.

وفي السياق نفسه، تأتي جدة لتكمل مشهد الاستجابة السريعة مع إعلان تعليق الدراسة في المدارس المسائية بسبب الأمطار. هذه الخطوات المتسارعة تجسد مدى الانسجام والتعاون بين الأجهزة الحكومية المختلفة لضمان السلامة العامة.

التعليم عن بُعد التحديات والحلول

لكن، التحول إلى التعلم عن بُعد ليس مجرد ضغطة زر. إنه يتطلب توافر البنية التحتية التكنولوجية، وإعداد الكادر التعليمي لاستخدام الأدوات الرقمية بفعالية، وكذلك تهيئة الطلاب وأولياء أمورهم لهذه النقلة النوعية في العملية التعليمية. من المهم أيضًا ضمان توفير الدعم النفسي للطلاب، حيث يمكن أن يشكل التحول السريع إلى التعليم عن بُعد ضغطًا عليهم.

ما نشهده اليوم من تحول في آلية التعليم قد يكون لمحة عن مستقبل التعليم في العالم. فالمرونة والقدرة على الاستجابة للتحديات تُعتبران من أهم مقومات أي نظام تعليمي يطمح للتقدم والنجاح. ومن هنا، يبرز دور الاستثمار في التقنيات الرقمية والتدريب المستمر للكوادر التعليمية كعناصر أساسية لضمان استمرارية التعليم في كافة الظروف.

في ظل الظروف التي تفرضها الطبيعة على أرض الواقع، تبرز أهمية التحول الرقمي في مجال التعليم، حيث تلعب منصة “مدرستي” دورًا حيويًا في ضمان استمرارية التعليم رغم التحديات. فلننظر إلى كيف تحولت الدراسة “عن بُعد” في بعض المدارس السعودية استجابةً للظروف الجوية القاهرة.

مدارس جدة تنتقل إلى الفضاء الرقمي

بداية من يوم الإثنين الموافق 22 /4/ 1445 هـ، واكبت المدارس المسائية ومدارس التعليم المستمر في جدة، رابغ وخليص موجة التحول الرقمي، حيث تم تحويل الدراسة لتكون “عن بُعد”. هذه الخطوة ليست فقط تكيّفًا مع التحذيرات الجوية، بل هي أيضًا استثمار في مستقبل التعليم الإلكتروني. إذ تضمن منصة “مدرستي” استمرار العملية التعليمية دون انقطاع، مما يُبقي على الركيزة الأساسية للتعليم: الاستمرارية والتطوير.

لقد كان للتحذيرات الصادرة عن المركز الوطني للأرصاد أثر بالغ في اتخاذ قرار التحول للتعليم الإلكتروني، حيث أطلق الإنذار الأحمر محذرًا من أمطار غزيرة قد تجتاح منطقة عسير، وتشمل العديد من المحافظات كأبها وخميس مشيط وغيرها. تلك الأمطار التي يُتوقع أن تُحدث تغيرات جذرية في نمط الحياة اليومي للأفراد.

موجة الطقس تلف 12 منطقة بمعطفها

لم تكن عسير وحدها تحت المجهر، بل إن المركز الوطني للأرصاد وضع 12 منطقة تحت الرصد الجوي. هذه الأحوال الجوية لم تقتصر على المطر الغزير فحسب، بل تضمنت أيضًا جريان السيول والرياح النشطة، وحتى زخات البرد التي غطت أجزاء من هذه المناطق. وقد أوضح المركز أن الحالة الجوية ستكون لها تأثيرات متنوعة على مناطق كالرياض والقصيم وغيرها، مما يستدعي اتخاذ تدابير استباقية.

أمام هذا الكم من التحديات الطبيعية، برز دور الدفاع المدني كحجر الزاوية في التوعية والتحذير. فقد نادى بضرورة أخذ الحيطة والحذر وشدد على أهمية البقاء في أماكن آمنة، لاسيما خلال هبوب الرياح القوية وهطول الأمطار الرعدية. ويُعتبر هذا النداء دليلًا على الدور الفعّال الذي يجب أن تقوم به الجهات الحكومية في الحفاظ على سلامة المواطنين.

إن التحول للتعليم “عن بُعد” ليس فقط استجابة للحالة الجوية الطارئة، بل هو تجسيد لمرونة النظام التعليمي وقدرته على مواجهة الأزمات. وبينما تُبذل الجهود للتعامل مع تداعيات الطقس، فإن منصة “مدرستي” تُقدم نموذجًا يُحتذى به في استمرارية التعلم، مهما كانت العوائق. وفي النهاية، يظل الدفاع المدني حارسًا متيقظًا، يُذكرنا دومًا بأهمية الوقاية والحيطة في مواجهة عبث الطبيعة.

 

 

 

إنضم لقناتنا على تيليجرام